الحمل والطفل



عيد الاستقلال المجيد


تحل ببلادنا في 18 نونبر من كل عام مناسبة وطنية جليلة هي عيد الاستقلال المجيد..هذا العيد يذكرنا بأشياء ويضع أمامنا عبر وعظات..



          يذكرنا بما يلي:
  1. ما قدمه قائد معركة الحرية والاستقلال أبو الوطنية جلالة الملك المجاهد محمد الخامس طيب الله ثراه، وبمعية وارثه سره وولي عهده أنذاك جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني رحمة الله عليه، من تضحيات جسام في سبيل نصرة الدين وتحرير الوطن من نير الاستعمار الغاشم..
  2. بمواقف الشعب المغربي المجاهد الذي توحدت كلمته وجمعت مواقفه ورصت صفوفه في اتجاه واحد إلا وهو الدفاع عن كرامة الانسان والمغربي وحفاظا على هويته الإسلامية واخراجا للمستعمر المتسلط الذي كان يطمع في طمس هوية هذا البلد المسلم، واستغلال خيراته، واستعباد أفراده..
ومما يضع أمامنا هذا العيد من عبر وعظات ما يلي:
  1. إن الاستقلال الذي أكرم الله به المغاربة قاطبة ملكا وشعبا، لهو العبد حقا.. ذلك أن الاستقلال معناه الحرية، والحرية هي أسمى شيء يصبو إليه الإنسان حتى يعيش إنسانيته وتتحقق كرامته.. فالإنسان فاقد الحرية ليس أنسانا وليسا كريما.. وهو من السعادة أبعد ومن الشقاء أقرب.. والله قد خلق الإنسان حرا وجعله مكرما (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر).. وقديما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟)..
  2. إن الاستقلال ليس شعارا فارغا من محتواه.. كلا، لقد تحقق الاستقلال بفضل الله تعالى وعونه.. ولقد كانت الحركة الوطنية بقيادة الملك محمد الخامس وولده الحسن الثاني ترتكز في مواجهة الاستعمار على المنطلق الديني والبعد الإسلامي.. فقد أعلنت الحركة آنذاك الجهاد المقدس على المتسلطين، وكانت تنطلق العمليات الجهادية من المساجد، والزوايا.. وكان الأبطال المجاهدون يبيتون ليلهم قائمين لله تعالى راكعين ساجدين.. يشتاقون إلى الشهادة في سبيل الله تعالى،دفاعا عن المقدسات وعن حمى الإسلام والمسلمين.. بهذا جاء الاستقلال وجاء النصر المبين..
  3. الاستقلال معناه خروج الاستعمار من بلادنا.. ولكن الملاحظ هو العكس فقد خرج المستعمر بالفعل من ديارنا ووطننا بأفراده وجنوده وأسلحته.. ولكن خلف فينا استعمار من نوع آخر..استعمار فكري .. واستعمار ثقافي.. واستعمار اجتماعي.. فلا زال كثير من الشباب وعديد من الرجال والنساء على عهد الاستعمار سائرون، ولهم مقلدون وبدينهم يدينون..لذلك فنحن بحاجة إلى تصحيح المفاهيم وتحقيق الاحتفال الصحيح بعيد الاستقلال.. فالاستقلال معناه التحرر من القيود الاستعمارية  فكرية كانت أم اجتماعية.. ومن التقليد الأعمى للغرب..
  4. الاستقلال معناه كذلك التحرر من القيم الفاسدة، والأخلاق الذميمة.. والأهواء الضالة.. الاستقلال معنا التحرر من الخرافة.. ومن الإمعة ..
  5. الاحتفال بعيد الاستقلال يعني تذكر الأمجاد، وتحليل التاريخ واقتباس العبر والعظات من أحداثه.. والتاريخ ذاكرة الأمم، ومنبع رقيها ونهوضها.. الاحتفال يعني الاستمرار على نهج الأسلاف في الدود عن حياض الإسلام والمسلمين، ورفع لواء شريعة الله تعالى في الأرض، والتمكين لدينه ومنهجه القويم.. وهنا لا يفوتنا أن نشيد بدور جلالة الملك محمد السادس حفظه الله تعالى وأيده، في جمع الشمل وتوحيد الكلمة، وبما يبذله من أعمال جليلة ومساعي حميدة للنهوض بهذا البلد الأمين في مختلف الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية وغيرها..


 
Top