الحمل والطفل


 



يعرف الفقر بأنه حالة من الحرمان المادي تتجلى في أشكال متعددة أهمها تناقص مستويات التغذية، وتدهور الحالة الصحية وتراجع المستوى التعليمي والوضع السكني، ونتيجة لارتباطاته المتعددة وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية والصحية وحتى السياسية يعتبر الفقر من أكثر الظواهر المعقدة التي عرفها العالم.
أسباب الفقر:
ويعود السبب الحقيقي للفقر بشكل أساسي إلى تراجع دخل الفرد الذي يؤدي إلى تراجع مستويات الإنفاق إلى ما دون الحدود الدنيا التي حددتها المؤسسات الدولية، والتي يقاس حدها الأدنى بدولار واحد يومياً.
ولكن ومن فترة إلى أخرى تظهر عوامل متعددة تزيد أو تنقص من معدلات الفقر حول العالم، ففي الفترة الممتدة من عام (2000) إلى العام (2006) شهدت أرقام الفقر تراجعاً ملحوظاً في تقارير التنمية البشرية، ويعود ذلك أساساً إلى تراجع معدلات الفقر بشكل كبير في دولتين فقط هما الصين والهند، نتيجة لاتباعهما سياسات اقتصادية محفزة رفعت من مستويات الدخول، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد نحو نصف مليار نسمة في هذين البلدين عن خارطة الفقر المدقع.
ونتيجة للأزمة المالية العالمية، التي ما لبثت أن تحولت إلى أزمة اقتصادية مولدة موجة من الركود ضربت البلدان كافة، انخفضت معدلات النمو حول العالم حتى في أكثر البلدان نشاطاً كالصين، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من الوظائف في معظم بلدان العالم، وأمام مثل هكذا ظروف غالباً ما يكون الخاسر الأكبر هو الأسر الفقيرة والمتوسطة الدخل، والتي تراجع إنفاقها حول العالم، مما دفع بعشرات الملايين منها إلى براثن الفقر، الأمر الذي أكدته التقارير الدولية والتي توقعت أن تصل الزيادة في أعداد الفقراء نتيجة لآثار الأزمة الاقتصادية العالمية إلى أكثر من (100) مليون نسمة.

مخاطر الفقر:
للفقر مخاطر عديدة يمكن اختصارها في الآتي:
مخاطر صحية: تتمثل في انتشار الأوبئة والأمراض.
مخاطر اقتصادية: تتجلى في ارتفاع معدلات البطالة.
مخاطر اجتماعية: وهي الأكثر إيلاماً، ونراها في زيادة معدلات الجريمة والعنف.

طرق المعالجة:
بالتأكيد فإن طرق المعالجة يجب أن تنطلق من إيجاد الحلول المثلى لإدخال الفقراء في العمل، إن كان من خلال تشغيل من لا يعمل منهم، أو من خلال رفع مستويات دخول الباقين، ولتحقيق هذا الأمر لا بد من النظر إلى خارطة الفقر حول العالم بطريقة أكثر عمقاً، لنجد بأن نحو (75 %) من فقراء العالم يعيشون بالأرياف، وعليه فإن الطريقة المثلى إنما تتجلى في اتباع استراتيجية بعيدة المدى لتنمية الأرياف، إضافة إلى دعم المبادرات الفردية التي تركز على المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر كتجربة بنك الفقراء المعروفة.


 
Top