التربة هي الطبقة السطحية
الهشة أو المفتتة التي تغطي سطح الأرض. تتكون التربة من مواد صخرية مفتتة خضعت من
قبل للتغيير بسبب تعرضها للعوامل البيئية والبيولوجية والكيمائية، ومن بينها عوامل
التجوية وعوامل التعرية. ومن الجدير بالذكر أن التربة تختلف عن مكوناتها
الصخرية الأساسية والتي يرجع السبب في تغييرها لعمليات التفاعل التي تحدث بين
الأغلفة الأربعة لسطح الأرض؛ وهي الغلاف الصخري والغلاف المائي والغلاف الجوي والغلاف الحيوي.[1]
ونستنتج من ذلك أن التربة تعد مزيجًا من المكونات العضوية والمعدنية التي تتألف
منها التربة في حالاتها السائلة (الماء) والغازية (الهواء).[2][3][4]
ذلك، حيث تحتفظ المواد التي تتألف منها التربة بين حبيباتها المتفككة بفجوات
مسامية (أو ما يُعرف بمسام التربة) وهي بذلك تُشكل هيكل التربة الذي تملؤه هذه
المسام. وتتضمن هذه المسام المحلول المائي (السائل) والهواء (الغاز).[5]
ووفقًا لذلك، فإنه ينبغي أن يتم التعامل غالبًا مع أنواع التربة على اعتبار أنها
نظام يتألف من ثلاثة أطوار.[6]
وتتراوح كثافة معظم أنواع التربة بين 1 و2 جرام/سنتيمتر مكعب.[7]
كما تُعرف التربة أيضًا باسم الأرض ؛ وهي المادة التي اشتق منها كوكب الأرض الذي
نحيا عليه اسمه. يرجع تاريخ بعض المواد التي تتكون منها التربة في كوكب الأرض إلى
ما قبل الحقبة الجيولوجية الثالثة
ولكن معظم هذه المواد لا يرجع تاريخها إلى ما قبل العصر البليستوسيني (وهو أحد
العصور الجليدية وأكثرها حداثة).[8]
العوامل المؤثرة في تشكيل التربة
يتمثل تشكيل التربة أو ما يعرف
بتكوُّن التربة في مجموعة من العوامل التي تؤثر بدورها على المادة الأم التي تتكون منها
التربة؛ ألا وهي العوامل
البيولوجية والكيميائية والفيزيائية بالإضافة إلى العمليات التي تتعلق بتاريخ
تطور الإنسان
على سطح الأرض وتدخله بدوره في
تكوين التربة. ومن بين العوامل التي أدت إلى نشأة التربة هذه العمليات التي ساهمت في
تكوين طبقات أو نطاقات قطاع التربة وتطورها. وتتضمن هذه العوامل عمليات نحت المواد
المكونة للتربة وحملها لنقلها إلى مكان آخر ثم إرسابها في هذا المكان.
إن المعادن التي أُخذت من تفتت الصخور التي تعرضت لعوامل التعرية قد تخضع
لتغيرات ينتج عنها تكوين معادن ثانوية والعديد من المركبات الأخرى التي
تتفاوت في درجة ذوبانها في الماء، وهذه المكونات قد تنتقل من منطقة ما
على سطح الأرض إلى منطقة أخرى بفعل الماء أو أي نشاط آخر يقوم به الكائن
الحي. وبالتالي، أدت حركة هذه المواد داخل التربة والتغيرات التي تعرضت لها
إلى تكوين طبقات التربة المختلفة
المادة الأم المكونة للتربة
تسمى المادة الأولية التي تتكون منها التربة
بالمادة الأم. وتشمل هذه المادة الطبقة الصخرية الأولية التي تعرضت لعوامل
التعرية والمواد الثانوية التي تحركت بفعل عامل ما من مناطق لأخرى ومن أمثلة ذلك
الفتات
الصخري والرواسب
النهرية (الطمي) المتراكمة في أسفل المنحدرات، وهذه
الرواسب الموجودة بالفعل قد تكون إما ممزوجة بغيرها أو متغيرة الخصائص بطريقة أو
بأخرى. وتشتمل المادة الأم أيضًا على المكونات القديمة للتربة والمواد
العضوية، بما فيها كل أنواع الفحم الذي تكون بفعل تحلل النباتات أو الحيوانات
المندثرة تحت سطح الأرض وكذلك المواد العضوية التي تكونت بالطريقة
نفسها (لتشكل التربة العضوية أو ما يُعرف بطبقة الدبال)، وكذلك بعض المواد الناتجة عن
العمليات والأنشطة البشرية مثل المواد الموجودة في أماكن
طمر النفايات أو مخلفات الاحتراق.[11]
وهناك أنواع محدودة من التربة
التي تتكون مباشرة نتيجةً لتفتت الصخور الأصلية الموجودة في الطبقات السفلية للتربة.
المناخ
يعتمد تكوٌّن التربة بدرجة كبيرة على الظروف المناخية المحيطة بها،
ويتضح ذلك من خلال اختلاف خصائص أنواع التربة باختلاف المناطق المناخية الموجودة بها.[
طبيعة التضاريس
تؤثر مظاهر سطح الأرض من حيث الانحدار والارتفاع والانخفاض على نسبة الرطوبة ودرجة حرارة التربة ومدى تأثر المادة الأم للتربة بعوامل
التعرية.