الحمل والطفل

الهدر المدرسي





الهدر المدرسي من المصطلحات الفضفاضة التي يصعب تحديدها لاعتبارات عدة. أولاها تعدد المسميات لنفس المفهوم و اختلاف الكتابات التربوية في المنطلقات الذي يوصل إلى الاختلاف في فهم الظواهر، و بالتالي الاختلاف في توظيف المصطلح
مصطلح الهدر في الأصل ينتمي إلى قاموس رجال الأعمال و الاقتصاد إلا أنه دخل المجال التربوي من منطلق أن التربية أصبحت تعد من أهم نشاطات الاستثمار الاقتصادي.
أحيانا نتحدث عن الهدر المدرسي و نعني به التسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسية التي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته. لكن نفس الظاهرة يرد الحديث عنها في كتابات بعض التربويين بالفشل الدراسي الذي يرتبط لدى أغلبهم بالتعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر. كما تتحدث مصادر أخرى عن التخلف و اللاتكيف الدراسي و كثير من المفاهيم التي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجيا التربية أداة لوضع الملمس على الأسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلال إنتاجها اللامساواة
إلا أننا بشكل عام نتحدث عن الهدر المدرسي باعتباره انقطاع التلاميذ عن الدراسة كلية قبل إتمام المرحلة الدراسية أو ترك الدراسة قبل إنهاء مرحلة معينة.
يشمل مفهوم الهدر المدرسي في معناه العام كل ما يعيق نجاعة العمالية التعليمية التعليمة.و يتسع مجال هذا المفهوم إلى عدد كبير من الظواهر الموجودة في المنظومة التعليمية و منها:
üالانقطاع عن الدراسة
üعدم الالتحاق بالدراسة
üالرسوب و التكرار
 
الفصل من الدراسةü
 
المتعلمين و المدرسينüتغيبات
 
الكفايات التعليميةüعدم بلوغ
 
المقررات الدراسيةüعدم إكمال

أسباب الهدر المدرسي

ظاهرة في مثل تعقد الهدر المدرسي، يصعب تحديد أسبابها بشكل محدد. ذلك لأنه يتداخل فيها ما هو ذاتي أو شخصي بما هو اجتماعي لينضاف إليه ما هو اقتصادي. دون إغفال ما للجانب التربوي من تأثير في هذه العملية:

من جهة الأسباب الكامنة وراء تأخير التمدرس في الوسط القروي،يمكن إرجاعها إلى أسباب من داخل المنظومة
وأسباب أخرى من خارجها ، اجتماعية وثقافية واقتصادية.
 أما العوامل الاقتصادية فذات أهمية نظرا لارتباطها بالإمكانات المادية المحدودة للأسر، فارتفاع تكاليف الدراسة من واجبات التسجيل، وشراء الأدوات و الملابس، وعدم استفادة التلميذ من منحة دراسية، كلها عوامل تجعل الأطفال خاصة الإناث منهم-ينقطعون عن الدراسة، للبحث عن عمل يوفر دخلا إضافيا للأسرة.
المنازل§ الزواج المبكر عند البنات§الصحي للطفل اتجاه المدرسة بعد المدارس عن§ المشاكل العائلية :الطلاق... § أمية الآباء § رد الفعل السلبي للآباء§
-
الفقر يكون سببا في الانقطاع عن المدرسة، حيث ارتفاع تكاليف الدراسة من واجبات التسجيل و شراء الأدوات و الملابس و ربما البحث عن مسكن .و عدم استفادت التلميذ من منحة دراسية تمكنه على الأقل من المبيت داخل أسوار المدرسة. و قد يكون الأب في حاجة إلى من يساعده في تحمل متاعب الحياة فيزج بابنه في عالم الشغل بدل البحث له عن مقعد داخل المدرسة..
الأسباب الذاتية:
-
اهتراء البنية التحتية للمدارس وغياب الوسائل البيداغوجية والديداكتيكية.
-
عدم مواظبة المدرسين وكثرة التغيبات، خاصة في العالم القروي.
-
عدم تعميم التعليم الأولي وخاصة بالوسط القروي.
-
صعوبة التحصيل وما ينتج عنه من فشل في الدراسة.
-
سوء العلاقة بين المدرس والتلميذ.
-
ضعف تفعيل الحياة المدرسية.
الأسباب الموضوعية :
بعد المدارس عن سكنى التلاميذ:
ضعف الدخل المادي للأسرة.
عزلة الدواوير بسبب ضعف البنية التحتية والمواصلات.
تشغيل الأطفال.
أمية الآباء والأمهات
المشاكل العائلية كالطلاق ، موت أحد الوالدين،...
الوضع الصحي للطفل.
الزواج المبكر عند البنات، خاصة بالوسط القروي....

 إستراتيجية محاربة الهدر المدرسي
من أجل محاربة الهدر المدرسي، ودعم التمدرس بالوسط القروي، وتشجيع أبناء المناطق النائية على متابعة دراستهم في ظروف ملائمة، ينبغي اتخاذ مجموعة من الإجراءات و التدابير نذكر منها :
 
المدرسي و الانقطاع المبكر عن الدراسة، من أجل تحديد المناطق و الجماعات الأكثر حاجة واستعجالية للتدخل، سواء بتكثيف عمليات التحسيس و التأطير، أو تقديم مختلف أشكال الدعم التربوي و الإجتماعي.§القيام بدراسات حول الهدر
فبخصوص الدعم التربوي يجب إحداث خلايا اليقظة بتنسيق مع الوزارة المكلفة بالتعليم المدرسي، في أفق استباق الأمور ورصد الحالات المهددة بالهدر، هذا فضلا عن إحداث مراكز للإنصات و الدعم السيكولوجي، للتلاميذ و التلميذات، على مستوى المؤسسات التعليمية، وتزويدها بإخصائيين اجتماعيين ونفسانيين للحد من الظواهر السلبية التي تعرفها المدرسة.
-
إحداث أقسام مدمجة للإعاقات الخفيفة و المتوسطة، الذهنية و السمعية، في مجموع القرى بالمملكة، والإهتمام بالولوجيات عند بناء المدارس.
-
الرفع من عدد الممنوحين و المستفيدين من الدعم الإجتماعي.
وأخيرا فالوقاية خير من العلاج، فبذلا من أن نترك المنظومة التربوية بصفة خاصة و البلد بصفة عامة، تتهددهما مجموعة من الإختلالات، كالتعثر الدراسي، و الأمية و البطالة و الجريمة، إضافة إلى الإعتمادات المالية الهائلة التي تنهك خزينة الدولة، علينا أن نعمل مع الجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني، على تنقية الجو المدرسي من كل الشوائب و المسببات للهدر المدرسي حتى نضمن مستقبلا رائعا لأبنائنا، وحتى نحقق رهان مدرسة الجودة، وبأقل درجة من الهدر.
 
Top