الحمل والطفل



يعاني العالم اليوم من مشكلات كثيرة، ومن أخطرها مشكلة انتشار المخدرات وتعاطيها خاصة بين الشباب بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، وظهور أنواع جديدة من المخدرات غير التقليدية المعروفة بالحشيش والأفيون، تتمثل في الهيروين الذي يستخلص بصورة مركزة من الأفيون – وكذلك المروفين- والكودايين – وظهور المنشطات كمصل الكوكايين والفيتامينات والقات.
وقد تعددت وسائل التعاطي، ما بين التعاطي بالفم – والتعاطي بالشم عن طريق الأنف – والتعاطي بالحقن تحت الجلد وبالوريد.
وانتشار هذه المواد جميعها في مختلف الأوساط الاجتماعية بدءاً من الأحياء الراقية وحتى الأحياء الفقيرة.
والمخدرات داء عضال يكاد يفتك بشباب مجتمعنا فيجعلهم جثثاً هامدة وعقولاً خاوية وقلوباً فارغة في الوقت الذي نحن قي أحوج ما نكون فيه إلى رجال يلبون نداء الوطن دفاعاً عن الأرض والعرض ويكونون لبنة أساسية في تنمية الوطن.
إذا أراد عدوّ أن يغدر بشعب فإنه يهاجم مواقع الإنتاج الرئيسية بالنسف والتخريب، فإذا لم يستطع فبالحيلة والغدر مستهدفاً جوهر العمل ذاته، وهو القوى البشرية وتفريغها من مضمون إرادتها وكفاءاتها ومهاراتها.
بالدعوة إلى هجرة أفضل العقول وأكفأ المهارات إلى مواقع إنتاجه من ناحية.
ومن ناحية أخرى إضعاف القوة الباقية في موطنها الأصلي.

فقد كشفت الأمم المتحدة في تقرير لها أن عدد الأشخاص الذين يتناولون المخدرات على مستوى العالم بلغ حوالي 185 مليون شخص خلال عام 2003م، مقابل 180 مليوناً في التسعينات.
تمثل تجارة المخدرات 8% من مجموع التجارة العالمية.
وأثبتت دراسة أجريت عام 1999 علاقة وثيقة بين الإدمان والإصابة بالإيدز وفيروس الكبد الوبائي.

المخدرات وأثرها على المجتمع

أضرار المخدرات على الإنتاج:
إذا كانت المخدرات (تزرع في أراضي المجتمع) التي تستهلك فيه؛ فإن ذلك يعني إضاعة قوى بشرية عاملة وإضاعة الأراضي التي تستخدم في زراعة هذه المخدرات بدلاً من استغلالها في زراعة محاصيل يحتاجها واستخدام الطاقات البشرية في ما ينفع الوطن ويزيد من إنتاجه.
أما إذا كانت المخدرات تهرب إلى المجتمع
المستهلك للمواد المخدرة؛ فإن هذا يعني إضاعة وإنفاق أموالاً كبيرة ينفقها أفراد المجتمع المستهلك عن طريق دفع تكاليف السلع المهربة إليه بدلاً من أن تستخدم هذه الأموال في ما يفيد المجتمع كاستيراد مواد وآليات تفيد المجتمع للإنتاج أو التعليم أو الصحة.
كما تسبب الظاهرة إضراراً باقتصاد الدول
:
فتنفق المبالغ الطائلة؛ رواتب أفراد أجهزة المكافحة، وإنشاء السجون، والمحاكم، والمستشفيات، والمصحات
.
كل هذه المبالغ كان يمكن الاستفادة منها في رفع إنتاجية المجتمع
.

الأضرار الاجتماعية
المدمن يعيش حياة قلقة مضطربة
.
يهمل شؤون أسرته
.
يهمل تربية أبنائه التربية الصحيحة
.
ينفق
جزءاً كبيراً من دخله للحصول على المخدرات ومستلزماتها مما يؤثر على الحالة المعيشة للأسرة من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية والأخلاقية.
ينشأ أبناء المدمن عديمي المسؤولية نحو الأسرة؛ يلجأون
للبحث عن مصدر رزق غالباً ما يكون عن طريق غير مشروع؛ كالتسول، أو الدعارة، أو السرقة.
وقد يندفع الأبناء لارتكاب الجرائم لتوفير المال اللازم لشراء المخدرات
.
 
Top