الزواج المختلط
مقدمة
ان الوقوف عند مصطلح “ الزواج المختلط ” الذي
شاع استعماله في الدراسات القانونية على الخصوص ، كما استعمل من طرف بعض الكتاب في
المجال الفقهي ، ويعني : “ التزاوج بين فردين مختلفين دينا ، أو وطنا ، أو جنسية ،
أو .... ” .
واختلاف الناس عادة ما
يحمل في طياته اختلاف التقاليد والأعراف والثقافات ، بل حتى تفاوت الناس في
الالتزام بأحكام الدين المنتمين إليه ، وتنفيذ ما تقتضيه تعاليم وتشريعات ذلك
الدين ، ومدى إخلاصهم في الانتساب للثقافة الموروثة لديهم أبا عن جد .
وإذا كان الاختلاف
حاصلاً بين الأصول “ الزوجين ” فغالبا ما لا يسلم منه الفروع “ الأبناء ” . بل
يتجلى عند الفروع الخاضعين للمؤثرات المتعددة بل والمتناقضة أحياناً ، أكثر مما
يبرز عند الآباء الذين ترعرعوا في بيئة موحدة التلقي والتأثر .
نعم قد يمثل الزواج
المختلط جسراً للتلاقح الثقافي ، ووسيلة للتبادل الحضاري والتعارف بين عرقيات
وجنسيات مختلفة ، وقد يكون أداة استلابِ حضارةٍ لأخرى ، واحتواء ثقافةٍ لمثيلتها ،
إلى درجة ذوبان إحداهما في الأخرى . كما قد يدفع حاملي كل حضارة إلى الاعتزاز
بخصائصهم ومميزاتهم ، ورفض تنازل أي طرف للآخر عن مقوماته ومبادئه ، مما يؤدي إلى
تطاحنٍ ونزاعٍ قد لا تنطفئ فتائل نيرانه ولا تنتهي منازلات فرسانه ، إلا بقضاء أحد
الطرفين على الآخر .
1-عوائق الزواج المختلط
وسلبياته
أوضحت
الدراسة أن عدد المغربيات اللواتي تزوجن بأجانب انتقلت من 996 فتاة سنة 1997 إلى 2507 فتاة سنة 2001، بينما ارتفع
عدد الرجال المغاربة المتزوجين
بأجنبيات
من 314 سنة 1997 إلى 1366 سنة 2001.
ولقد أثبتت العديد من الشهادات للمغربيات المتزوجات بالأجانب أن هذا النوع من الزواج يطرح أمامهن تحديات اللغة والتواصل إلى جانب فهم الدين الإسلامي، إذ لا تكون رغبة الزوج الأوروبي في الدين الإسلامي بقدر ما يكون هدفه هو الاقتران بزوجة مغربية.
كما أن بعض المغربيات يجدن بعض المشاكل مع معتنقي الإسلام حديثا من الدول الأوروبية إذ إنه بعد إتمام حفل الزواج يرتد الزوج عن الإسلام ليوضح لزوجته أنه اعتنق الإسلام شكليا من أجل الزواج بها، غير أنه مع الأسف الشديد هناك بعض المغربيات، وعددهن قليل، تكون على علم بأن الأجنبي لم يعتنق الإسلام عن قناعة بل اعتقنه شكليا من أجل الزواج بها فتقترن به طمعا في الهجرة معه إلى أوروبا.
غير أن الصنف الأول من النساء تجد بعض المشاكل إذ تطالب بالطلاق من المحاكم المغربية على اعتبار أن الزوج ارتد عن دينه فيتم تنفيذ طلبها لكونها مسلمة وأن زواجها من مرتد باطل، بينما في الدول الأوروبية لا يعتبر القانون أن زواجها باطلا لسبب الدين.
ولقد أصدرت الحكومة المغربية العديد من المنشورات من أجل التنبيه إلى سلبيات الزواج المختلط ونتائجه السلبية، كما أصدرت في الوقت نفسه بلاغات للجهات المخول لها قانونا البث في هذه الملفات من وكلاء للملك والقضاة والعدول لحثهم من أجل القيام بالتحري والبحث والتدقيق ليكون العقد مطابقا لقواعد الفقه الإسلامي.
ورغم أن الزواج الصحيح حسب القانون المغربي هو الزواج الذي يكون طرفه الأول مغربية، وطرفه الآخر مسلما مهما كانت جنسيته وبالنسبة للمغربي الذكر فإنه بالإضافة إلى صحة زواجه من امرأة مسلمة من جنسية مغربية فإنه أبيح له الزواج بالكتابية مع شرط الإحصان من غير المتخذات أخدان،
ولقد أثبتت العديد من الشهادات للمغربيات المتزوجات بالأجانب أن هذا النوع من الزواج يطرح أمامهن تحديات اللغة والتواصل إلى جانب فهم الدين الإسلامي، إذ لا تكون رغبة الزوج الأوروبي في الدين الإسلامي بقدر ما يكون هدفه هو الاقتران بزوجة مغربية.
كما أن بعض المغربيات يجدن بعض المشاكل مع معتنقي الإسلام حديثا من الدول الأوروبية إذ إنه بعد إتمام حفل الزواج يرتد الزوج عن الإسلام ليوضح لزوجته أنه اعتنق الإسلام شكليا من أجل الزواج بها، غير أنه مع الأسف الشديد هناك بعض المغربيات، وعددهن قليل، تكون على علم بأن الأجنبي لم يعتنق الإسلام عن قناعة بل اعتقنه شكليا من أجل الزواج بها فتقترن به طمعا في الهجرة معه إلى أوروبا.
غير أن الصنف الأول من النساء تجد بعض المشاكل إذ تطالب بالطلاق من المحاكم المغربية على اعتبار أن الزوج ارتد عن دينه فيتم تنفيذ طلبها لكونها مسلمة وأن زواجها من مرتد باطل، بينما في الدول الأوروبية لا يعتبر القانون أن زواجها باطلا لسبب الدين.
ولقد أصدرت الحكومة المغربية العديد من المنشورات من أجل التنبيه إلى سلبيات الزواج المختلط ونتائجه السلبية، كما أصدرت في الوقت نفسه بلاغات للجهات المخول لها قانونا البث في هذه الملفات من وكلاء للملك والقضاة والعدول لحثهم من أجل القيام بالتحري والبحث والتدقيق ليكون العقد مطابقا لقواعد الفقه الإسلامي.
ورغم أن الزواج الصحيح حسب القانون المغربي هو الزواج الذي يكون طرفه الأول مغربية، وطرفه الآخر مسلما مهما كانت جنسيته وبالنسبة للمغربي الذكر فإنه بالإضافة إلى صحة زواجه من امرأة مسلمة من جنسية مغربية فإنه أبيح له الزواج بالكتابية مع شرط الإحصان من غير المتخذات أخدان،
غير
أن هذه الشروط لا تحترم في عمقها إذ تقبل بعض النساء على الزواج من أجانب بغرض مادي
محض كما يقبل المغاربة على
الزواج
بأوروبية بغض النظر عن ديانتها.
2- نتائج الزواج المختلط
النموذج الأول مدى حرص وارتباط أبناء المهاجرين
بلغتهم الأصلية
|
مجتمع
الدراسة %
|
اللـــغـــة
العربـــيــة
|
||
|
فرنسا
|
بلجيكا
|
هولندا
|
هـــــــــــل ؟
|
|
11,1
|
12,3
|
10,4
|
تعرف القراءة
والتكلم باللغــة العربية
|
|
9,2
|
8,4
|
7,3
|
تحب أن تحسن
معلوماتك في اللغة العربية
|
|
8,4
|
,27
|
6
|
تحضر دروس اللغة
العربية في المدرسة إن وجدت
|
هذه وضعية أطفال
المهاجرين مع اللغة العربية ، أما قابلية الأطفال الناتجين من الزواج المختلط
للدين الإسلامي فضعيف للغاية ، ما عدا ما يتفضل به رب العزة تبارك وتعالى على بعض
الآباء من الهداية فيُسْلِمُ الطرف الثاني إسلاماً حقيقياً ، ويُقبِلُ على التدين
إقبال النهم على وليمة دسمة طال انتظاره لها ، بل ربما ألزم معه الطرف الذي كان
منتمياً وراثة وتاريخاً إلى الدين الإسلامي ، لكنه متهاون عملاً وتطبيقاً ،
فينضبطان معاً ويستجيبان لأوامر ونواهي الشرع كما شرعها الحكيم الخبير . وهي حالات
نادرة مقارنة بالذين يقبلون على هذا الزواج من أبناء المجتمع الغربي ذكوراً
وإناثاً ، معلنين إسلامهم قولاً ومستمرين على عاداتهم وما ألفوه من طبيعة عدم
التقيد بدين ولا ملة .
وتكشف الدراسات
الميدانية التي أجراها بعض الدارسين من الغربيين وكذا من المسلمين ، عن هشاشة
ارتباط أطفال المسلمين بالدين ، رغم ما يلاحظ في بعض المناسبات من ارتياد كَمٍّ لا
يُستهانُ به من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثمان أو عشر سنوات المساجدَ ،
وندرة ابن الخمسة عشر فما فوق . مما يدل أن الطفل الذي يأتي إلى المسجد أو يمارس
الشعائر التعبدية لا يعي ما يفعل ، ولا يدرك ما يقوم به ، وإنما خرج مع أبيه من
البيت دون أن يدري أين هو ذاهب به ؟ أو أُكرِهَ على ذلك فلبى رغبة أبيه استدراراً
لعطفه ، واتقاء لغضبه . والاستبيانات التالية التي أجريت على أطفال ما بينمعيار
حقيقي لارتباط أبناء المهاجرين ـ ذوي الأبوين المسلمين معاً ـ بالدين ، فكيف بمن
أحد أبويه غير مسلم ، ولا يسمح لقرينه في الزواج المختلط أن يَزُجَّ بابنه في دين
غير مقتنع به ، ولا بتلقينه مبادئ ثقافة بدائية وحضارة بائدة بالنسبة له .
النموذج الثاني مدى
إقبال أبناء المهاجرين على التدين بقناعة
|
مجتمع الدراسة %
|
الممارسات الدينية التلقائية عند أطفال
الجالية
|
||
|
فرنسا
|
بلجيكا
|
هولندا
|
|
|
9,4
|
11,1
|
10
|
تعلم القرآن وحفظه
|
|
11
|
8,3
|
9
|
أداء الصلوات الخمس
بانتظام أو غالباً
|
|
2,5
|
4
|
3
|
أداء صلاة الجمعة
بانتظام أو غالبا
|
|
8,5
|
10,1
|
9,2
|
حضور صلاة العيدين
|