الحمل والطفل


الشريف مولاي أحمد الريسوني


نسبه هو احمد بن محمد بن عبد الله بن المكي بن ابي بكر ابن احمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن امحمد بن علي الشهير بابن ريسون بطل معركة وادي المخازن توفي رحمة الله عليه يوم 9 رمضان عام 1343 ه ابريل سنة 1925م ثانيا مولده ولد بقرية االزينات من قبيلة الفحص القريبة من طنجة ثالثا تاريخ ولادته لايعرف بالضبط اليوم ولا الشهر ولا السنة التي ولد فيها زعيم الجبل فقد يكون في سنة 1287ه 1870م اوالتي قبلها او بعدها فقد جاء في بعض الروايات عنه انه سئل مرة عن عمره فقال العرب لا يعدون السنين رابعا منشؤه نشا الشريف مولاي احمد الريسوني بقرية الزينات من الفحص وتربى في حضن والدته حيث مات والده وهو لا يزال صغير السن وهناك حفظ القران الكريم ثم هجر الى قبيلة بني عروس واستقر بقرية مجمولة لزيادة حفظ القران بالقراءات العشر ولتعلم القواعد العربية واصول العقائد الاسلامية لدا كان محافظا على اصول الدين وشعائر الاسلام من صلاة وصيام وزكاة وغيرها كما سياتي خامسا الاسباب التي دفعت به الى التمرد والعتو على الدولة كان الشاب مولاي احمد معاكفا على الدراسة في قرية مجمولة من بني عروس القريبة من قرية الزينات حيث مقر والدته وكانت طنجة القريبة منها وكرا للنهب والفوضى ومهدا للفساد والفتن وحتى الطريق بين طنجة وتطوان كانت غير مامونة فقد كان المسافرون من طنجة الى تطوان او من تطوان الى طنجة لايسيرون الا في قوافل كثيرة تحت حماية رجال القبائل التي تقع بين المدينتين بعد ان يدفعوا لهم قدرا من المال لحمايتهم من اللصوص وقطاع الطرق ومثل دلك يجري في السفر الى العرائش او الى فاس او غيرها من المدن المغربية وكانت طنجة وما حولها تغلي غليانا بمثل هده الفوضى و الاضطرابات حتى ادا لجا بعض المعتدى عليهم الى مندوب السلطان لانصافه من المعتدين ودفع الادى عنه فانه ينفض يده من كل تبعة ويتملص من المسؤولية حيث لا قوة له ولا وسائل يمكن له ان يعيد بها الامور الى نصابها لحماية الضعيف بالضرب على اللصوص وقطلع الطرق لدا كان الاجانب كثيرا ما يتعرضون للاختطاف ونهب اموالهم فلا يتجرؤون للخروج من المدينة الى ضواحيها للتفسح والاصطياد مثلا وادهى من هدا واشنع ان رجال السلطة المحلية ادا راوا شخصا دا غنى وثروة يتمتع بثروته فيبني لنفسه قصرا مثلا فانهم سرعان ما يرمونه بالتهم ويختلقون عليه الشبهات ثم يزجون به في السجن ويصادرون امواله ويستولون على قصره وهده الاخطار الشنيعة من التلصص والاختطاف والاقطاع هي التي كانت سائدة في طنجة وضواحيها فلا زاجر ولا رادع وبكلمة موجزة فان الطابع الدي كان مسيطرا على طنجة هو التفكك والتمزق مما يندر بانحلال الدولة وبذهاب السيادة الشريفة من المغرب الأقصى . في هده البيئة الجهنمية كانت والدة الشريف احمد الريسوني تعاني في قرية الزينات حيث مقرها ما لا يطاق من الاعتداءات بنهب أموالها والاستيلاء على ممتلكاتها فكانت تبعث الرسائل من حين لآخر إلى ولدها الذي كان لا يزال يتابع دراسته تخبره بما تقاسيه من الاضطهاد والسلب والنهب فما وسعه آخر الأمر إلا أن ينقطع عن دراسته ليتصدى بنفسه الى الدفاع عن حقوقه واملاكه وشرفه هدا ما دفع بالشريف الريسوني الى اقتحام المخاطر والملاحم وزج به الى الخوض في هدا البحر المتلاطم بالاهوال والمصائب فاخد بدهائه وشجاعته في المغامرة والبطش باولئك المجرمين الدين يحترفون التلصص والنهب والاختطاف مع تحدي ارباب السلطة بالوقوف في وجه الاقطاع والاضطهاد نشأ مولاي أحمد الريسوني في بيت عريق في المجد والشرف ، نسبا وحسبا ، وكرما وشجاعة فلم يكن لصا ، ولا قاطع طريق ، إلا للضرورة أحكاما كما يقولون ، أو الضرورات تبيح المحظورات فالتفكك والتمزق ، والفوضى والاضطراب ، هي الأمراض الاجتماعية التي طغت على المغرب في ذلك العصر ، وعلى الأخص في طنجة وأحوازها حيث كانت قرية الريسوني ـالزينات ـ داخلة في نطاق تلك الأمراض الاجتماعية ، التي لاسبيل إلى التخلص من أدوائها إلا بانتهاج نفس الطريق الذي ينتهجه العتاة المتمردون الذين عاثوا في الأرض فسادا ، تحقيقا للجزاء من جنس العمل ، وذلك ما كان حافزا للريسوني على المغامرة ، وارتكاب جميع أنواع الفتك والبطش بكل من يعترض سبيله من الطغاة المتمردين ، حتى لا يكون عرضة للعتاة ، جريا على الحكمة التي تقول من كان ذئبا أكل مع الذئاب ، ومن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب إلا أن مولاي أحمد الريسوني أبت عليه جراءته وطموحه أن يعد في طبقات الذئاب فجمع حوله بعض الشباب ، وأخذ يجول في السهول والجبال جولات الفتك والبطش بالمنحرفين ومن يساندونهم من العملاء والجبناء حتى خلق جوا مليئا ، بالذعر والفزع ، وبذلك ارتقى إلى طبقة السباع ، وأصبح يدعى أسد الجبل ، فأخذ الوشاة في السعاية به إلى السلطان ، ورجال الدولة المتحللة ، ويحذرونهم من خطر هذا المغامر ، الذي صار يبث الرعب والخوف في سائر الجهات ، وبهذا تألق نجم الريسوني في الأفق
 
Top