يقع هذا
البركان، الذي يبلغ ارتفاعه 2462 مترا فوق سطح مياه المحيط الهادىء، على خط العرض
13257 درجة شمال خط الإستواء وخط الطول123685 شرق غرينيتش، وعلى بعد حوالي 15
كيلومتراً إلى الجهة الشمالية الغربية من مدينة ليجازبي، الواقعة على خليج ألباي
بالطرف الجنوبي الشرقي لجزيرة لوزون في شمال الفلبين، وهي أكبر الجزر التي تتكون
منها دولة الفلبين. وقد انفجر 49 مرة
في 400 سنة الأخيرة. وهو يتبع، من ناحية شكله ونظام فعاليته، إلى فئة البراكين
الطبقية أو البراكين المركبة، وهي أكثر أنواع البراكين انتشارا في العالم، وهي
تتكون من طبقات من الصخور البركانية بالتناوب مع المواد الپيروكلاستية، كالرماد
البركاني والكتل الصخرية والقنابل البركانية، وهذا هو مصدر اسمها. يمتاز بركان
مايون بالانفجارات الدورية وبلزوجة الماچما، وهي الحمم المصهورة، التي تخرج منه،
ويعود ذلك إلى النسبة المرتفعة لمادة السيليكا، وهي ثاني أوكسيد السيليكون(SiO2 )
، الموجودة بتلك الماچما، وبسبب ذلك فالصخور البركانية التي تندفع من فوهته تتبع
لمجموعة الصخور الماچماتية الغنية بالسيليكا، خصوصا صخر الأنديزيت. إضافة إلى هذا
الصخر، يقذف بركان مايون، بين الحين والآخر، حمما بازلتية سوداء أيضا، وهي صخور
أقل غنى بمادة السيليكا
كيف تكون هذا
البركان؟
كل براكين
الفلبين، وبضمنها بركان مايون، تكونت في أعقاب حركة الصفائح الصخرية المحيطة بهذه
البلاد (بالنسبة للكتلة القارية التي تقع بها دولة الفلبين). والصفيحتان الصخريتان
الرئيسيتان المحيطتان بالفيلبين، وهما قسم من الصفائح الصخرية التي يتكون منها كل
سطح الأرض، بقسميه القاري والمحيطي، هما صفيحة الفلبين في الشرق، وهي صفيحة محيطية
تشمل قعر بحر الفلبين، وصفيحة سوندا في الغرب، وهي تشمل قعر بحر الصين الجنوبي
وقعر بحر أندَمان، وهذا القسم منها هو قسم محيطي، وهي تشمل أيضا مساحات من جنوب
شرق آسيا وجزر بورنيو وسومطرة وجاوة وقسما من جزيرة سيليبس بإندونيسيا ومساحات من
جنوب غرب الفلبين، وهذا القسم منها هو قسم قاري.
هاتان
الصفيحتان الصخريتان تتحركان، تحت تأثير تيارات ماچماتية بطيئة الحركة فعالة بباطن
الأرض، باتجاه الكتلة الصخرية التي تقع بها الفلبين وتغوصان تحتها إلى أعماق كبيرة
منذ ملايين السنين. وسبب غوص هاتين الكتلتين تحت كتلة الفلبين هو أن كثافة الصخور
التي تتكون منها هاتان الصفيحتان أكبر من كثافة الصخور التي تتكون منها تلك
الكتلة. وبسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية مع الغوص بداخلها، فالصخور الهابطة
تسخن وتنصهر وتصعد إلى سطح الأرض وتنصب عليه كحمم من اللاڤا مكونة طفوحا بركانية
وبراكين. وهكذا فإن بركان مايون تكون نتيجة لغوص صفيحة الفلبين المحيطية الكثيفة
تحت الكتلة الصخرية التي توجد بها دولة الفلبين، أما بركان پيناتوبو مثلا، الموجود
بالطرف الغربي لجزيرة لوزون، فتكون في أعقاب غوص الطرف الشرقي لصفيحة سوندا، وهو
أيضا طرف محيطي كثيف، تحت الفلبين.
متى وقعت
الانفجارات الاخيرة؟
الانفجار الأخير
وقع في 10/8/2008، وانطلق يومها عمود من الدخان البركاني وصل ارتفاعه قرابة ثلاثة
كيلومترات فوق القمة. قبل ذلك حصل انفجار آخر خلال شهر آب عام 2006، وبسببه تم
إبعاد 000،84 نسمة من منطقة البركان. خلال شهر كانون الثاني من نفس العام قُتل 1266
شخصا عند قاعدة البركان بسبب الانهيارات التي حصلت بمنحدراته والفيضانات التي
سببتها الأمطار الغزيرة التي رافقت أحد الأعاصير الاستوائية التي ضربت المنطقة
التي يقع فيها البركان. انفجار كبير آخر حصل خلال عام 1984، وقبل ذلك حصل انفجار
في 30/6/1891، راح ضحيته أربعون شخصا، وجُرح تسعة أشخاص وفُقد سبعة، انفجارات أخرى
حصلت خلال الأعوام 1978، 1968، 1897 (قُتل يومها حوالي 400 شخص)، 1814 (قُتل يومها
حوالي 1200 شخص)،إضافة إلى عشرات الانفجارات التي تعود إلى الوراء حتى عام 1616،
عندما بدأ أول تسجيل منظم لانفجارات هذا البركان.
