طه حسين
ولادته
وُلِدَ طه حسين في عام 1889م في صعيد مصر، وتحديداً في قرية تُدعى عزبة الكيلو، لأسرة قرويّة بسيطة، وفي
طفولته فقد بصره نتيجة سوء العلاج الذي خضع له، ولكن ساعدته قوّة البصيرة على
الاستمرار في الحياة، وذكائه الذي ظهرت علاماته عليه منذ طفولته المُبكّرة، خصوصاً
في فهمه واستيعابه للأشياء من حوله، عن طريق اعتماده على الخيال لتصوير الأشياء ووجوه الأشخاص المحيطين فيه. تُوفّي طه حسين بعد حياة مليئة بالمُؤلّفات الأدبيّة عام 1973م.
طفولته و نشأته
سابع ثلاثة
عشر من أبناء أبيه حسين، وخامس أحد عشر من أشقته،[8] في قرية الكيلو قريبة من مغاغة
إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري ولم يمر على عيني الطفل أربعة من الأعوام
حتى أصيبتا بالرمد ما أطفا النور فيهما إلى الأبد؛ ويرجع ذلك إلى الجهل وعدم جلب أهله
للطبيب بل استدعوا الحلاق الذي وصف له علاجا ذهب ببصره، وكان والده حسين عليّ موظفًا
صغيرًا رقيق الحال في شركة السكر. أدخله أبوه كتاب القرية للشيخ محمد جاد الرب لتعلم
العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده
الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.
تعليم طه حسين
التحق طه
حسين في بداية تعليمه بكُتّابِ قريته، ومن ثمّ سافر إلى الأزهر ليكمل دراسته؛ فتتلمذ
على يد العديد من الشيوخ المشهورين،[١] وأكمل دراسته في الجامعة المصريّة خلال الفترة
الزمنيّة من 1908م إلى 1914م، وكتب رسالة الدكتوراه عن أبي العلاء المعري، وتُعدّ أوّل
رسالة دكتوراه تُكتب في هذه الجامعة.[٢]
سافر طه
حسين إلى أوروبا ليكمل دراسته في جامعة مونبيله، فدرس اللغات اللاتينيّة، واليونانيّة،
والفرنسيّة، والأدب الفرنسيّ، وعاد مُجدّداً إلى مصر واستقر فيها فترة من الزمن، وسافر
عائداً إلى فرنسا للدراسة في جامعة السوربون، ونجح في عام 1916م باجتياز امتحان الليسانس،
وحصل في عام 1917م على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته عن ابن خلدون،[٢] وتزوج من سوزان
برسّو التي أثّرت في حياته بشكلٍ كبير، ودعمته في دراسته العلميّة.
المشكل الذي عان منه و تغلبه عليه
عميد الأدب
العربي، هو أديب، ومفكر مصري تمكن من النبوغ والتفوق في إثبات ذاته على الرغم من الصعوبات
الكثيرة التي واجهها في حياته، والتي يأتي في مقدمتها فقدانه لبصره، وهو ما يزال طفلاً
صغيراً ولكنه أثبت بمنتهى الصمود، والقوة أن الإنسان لا يجب أن يوقفه عجزه أمام طموحه،
بل على العكس من الممكن أن يكون هذا العجز هو عامل دفع وقوة، وليس عامل إحباط، وهو
الأمر الذي حدث مع هذا الأديب العظيم الذي على الرغم من رحيله عن هذه الدنيا إلا أن
الأجيال الحديثة مازالت تتذكره ومازالت كتبه واقفة لتشهد على عظمة هذا الأديب العظيم
الذي تحل ذكرى وفاته في 28 أكتوبر 1973م.
أهم كتاب السيرة الذاتية :
طه حسين في كتابه "الأيام"
عباس العقاد في كتابه "سارة"
فدوى طوقان في كتابها "رحلة جبلية رحلة
صعبة"
إحسان عباس في كتابه "غربة الراعي"
كتاب الأيام لطه حسين
كتاب الأيام
من أشهر كُتُب السّيرة الذاتيّة في القرن العشرين للميلاد، والذي صدر ضمن ثلاثة كُتب
مُنفصلة، حتّى صدرت طُبعةٌ مُميّزةٌ منه احتوت على الأجزاء الثّلاثة في كتاب واحد.[٤]
يتميّز كتاب الأيام في لغته العربيّة الفصيحة المُمتازة، إلى جانب مجموعةٍ من الآراء
النّاقدة الخاصّة بطه حسين التي واجه فيها العديد من الأفكار الماضية في حياته؛ في
الجزأين الأول والثّاني يغلب السّرد الروائيّ على أحداث كتاب الأيام، أما الجزء الثّالث
من الكتاب فيحتوي على مجموعةٍ من الأخبار المُتنوّعة، والتي يُخبر طه حسين القُرّاء
عنها، وخصوصاً ما تضمّن تحليلاً للقضايا التي واجهته أثناء فترة دراسته وعمله.