ذكرى 20 غشت
إن ذكرى 20 غشت لمن أعز
الذكريات الوطنية التي يفتخر بها المغرب والمغاربة ملكا وشعبا. فلقد ثار المغاربة
في مثل هذا اليوم من سنة 1953م ضد المستعمر الفرنسي الغاصب حين تأكد له أن
دينه ووطنه وملكه في خطر:
كان الدين في خطر حين
حاول المستعمر إفساد عقيدة الشعب بكثير من البدع والشعوذات، ومنها إحداث الزوايا
لتفرقة الشعب باسم الدين، كما حاول إفساد عقول الشباب حين ذاك بكثير من
الشكوكات في وحدانية الله ونبوة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونشر الحانات
ودور الدعارة، كما حاول إفساد المرأة حين أطلق نساءه عاريات في شوارع
البلاد بدعوى التقدم والتحرر؛
وكان الوطن في خطر
حين بدأ المستعمر الغاصب ينقل خيرات المغرب إلى بلاده ويستغلها لمصالحه الخاصة
بدعوى الحماية؛
وكان الملك في خطر
حين نفاه المستعمر وأسرته الشريفة إلى كورسيكا ومدغشقر.
لم يقبل المغاربة بهذا،
ولم يرضوا به، ولم يمكثوا مكتوفي الأيدي منتظرين رحمة الغاصب، بل جاهدوا بأموالهم
وأنفسهم في سبيل دينهم ووطنهم وملكهم.
هكذا كان سلفنا، لم
يقبلوا بالشرك والفساد والتبرج والانحلال في وطنهم الغالي، فحاربوا المستعمر إلى أن أخرجوه
من البلاد مذلولا مهزوما.أخرجه السلف مذلولا مهزوما، وأدخلناه نحن معززا
مكرما.أخرجه السلف من النافذة هاربا، وأدخلناه من الباب، بل من كل الأبواب، فارضا
علينا سيطرته ونفوذه.
فالزوايا التي كان من أهدافها
تفرقة الشعب كما سبق، أصبحت تدعم من طرف الدولة، خصوصا بعد تولي البوتشيشي حقيبة
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،
والشباب زاد الخطر
عليه حدة بعد تمكن الشيوعية والاشتراكية من السيطرة على أفكاره، وزاد الشبابَ
فسادا وإفسادا الوزيرُ الكحص الذي أطلق العنان له للرقص
الماجن والغناء الفاسد والاختلاط المفرط مع توزيع العازل الطبي بالمجان في كل
ملتقى يضم شبابا،
أما المرأة، فتم القضاء
عليها بكثرة الحقوق التي تُوِّجت بالمدونة، حتى أصبحنا نعتاد وجود أطفال رضع في
المزابل وعلى جنبات الطرقات وذلك باسم التحرر والتقدم .
كما دخل المستعمر
الإدارات ومراكز القرار حين اشترى عن الوزير الاشتراكي كل أملاك الدولة فلم يُبق لنا سوى
القطاعات غير النافعة. وأخشى إن بقي هذا الوزير في موقعه أن يبيع الناس
ليصبحوا عبيدا عند أسياده، أو يبيع المساجد لتصبح كنائس.
حتى كرة القدم
الوطنية، وبعد أن أصبحت وطنية مئة في المئة مع الزاكي وفاخر، رجعت لفرنسي
ليصبح
مصيرها بيد الغاصب القديم الجديد.
حقا، لقد دافع السلف عن
العقيدة فخذلناها، ودافع عن المرأة فكشفناها، ودافع عن خيرات بلادها فسلمناها للعدو
مرة أخرى. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.