الحمل والطفل









أ‌) مفهوم العقيدة لغة:

كلمة "عقيدة" مأخوذة من العقد والربط
والشّدِّ بقوة، ومنه الإحكام والإبرامُ، والتماسك والمراصة، يقال: عقد الحبل يعقده: شدّه، ويقال: عقد العهدَ والبيعَ: شدّه، وعقد الإزارَ: شده بإحكام، والعقدُ: أهلِ ضد الحل(أخلاق أهل السنة والجماعة).

(
ب‌) مفهوم العقيدة اصطلاحًا
:

العقيدة
تطلق على الإيمان الجازم والحكم القاطع الذي لا يتطرق إليه شكٌّ، وهي ما يؤمن به الإنسانُ ويعقد عليه قلبَه وضميرَه، ويتخذه مذهبًا ودينًا يدين به؛ فإذا كان هذا الإيمان الجازم والحكم القاطع صحيحًا كانت العقيدة صحيحة، كاعتقاد أهل السنة والجماعة، وإن كان باطلاً كانت العقيدةُ باطلة كاعتقاد فرق الضلال(انظر: مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة، للشيخ الدكتور ناصر العقل، ص9-10.)

مفهوم الشريعة

الشريعة لغة: الموضع الذى ينحدر إلى الماء منه ، كما في اللسان
(1).واصطلاحا: ما شرعه الله لعباده من الدين ، مثل الصوم والصلاة والحج.. وغير ذلك ، وإنما سمى شريعةلأنه يقصد ويلجأ إليه ،كما يلجأ إلى الماء عند العطش ،ومنه قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها}الجاثية:18 ، وقوله تعالى {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}المائدة:48 . احكام الشريعة والشرائع السماوية تستمد أحكامها من عدة مصادر فالشريعة الموسوية تستمد أحكامها أساسا من كتاب الله تعالى المنزل على سيدنا موسى بن عمران عليه السلام والمسمى بالتوراة، ثم زاد علماؤهم ما كتبه رجال الدين اليهوديى على امتداد قرون متطاولة، والذى جمع فيما بعد فيما سمى بالتلمود ، كما أن الشريعة العيسوية تستمد أحكامها من كتابى الإنجيل والتوراة معا. أما الشريعة الإسلامية، فإنها تستمد أحكامها من القرآن الكريم ، ومن السنة النبوية الشريفة، و من إجماع العلماء على حكم من الأحكام في عصر من العصور بعد وفاة النبى صلى الله عليه سلم ؛ مثل الإجماع على مبايعة أبى بكر الصديق رضى الله عنه بالخلافة ، ومن القياس في إثباته حكم فرعى قياسا على حكم أصلى لعلة جامعة بينهما؛ مثل إثبات جريمة إتلاف مال اليتيم بالحرق قياسا على حرمة إتلافه بالأكل ، الثابت بالقرآن الكريم ؛ بجامع الإتلاف في كل. بالإضافة إلى مجموعة من الأدلة المختلف فيها مثل: الاستحسان ، والمصالح المرسلة، وسد الذرائع ، والبراءة الأصلية، والعرف المستقر ، و قول الصحابى ؛ حيث لم يخالف نصا شرعيا.
نعرف أن العلاقة بين العقيدة والشريعة قائمة على أن الإيمان بالله هو أساس قبول العمل بالشريعة.
   ولكن ما نعنيه بعقيدية الشريعة هنا، هو تفصيل هذا المعنى العام بتفصيل العلاقة بين حقائق العقيدة وأحكام الشريعة من خلال قضية الأسماء والصفات والأفعال.
وقد بيّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهم حقائق هذه العلاقة.
  ـ فمن حيث العلاقة بين الأحكام والأسماء
  جاء الحديث عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلاَ السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وَإِنِّى لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِى بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ» وفي رواية "إن الله هو الخالق". مسند أحمد وسنن أبي داود.
   ذلك لأن التسعير مرتبط بكثرة السلعة أو قلتها وهو معنى "القابض الباسط" في الحديث، ومقتضى ذلك أن الله يعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء، ولكن لابد لكل مخلوق من الرزق، وهو معنى أن الله هو الخالق، وبذلك يكون الله هو المسعر ولا يكون لأحد دخل فيه، أما النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فليس له من الأمر شيء، بل أنه يرجو أن يلقى الله، وليس عليه شيء من الحقوق لأحد من دم أو مال.
 ـ ومن حيث الأحكام والصفات:
  جاء قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ » صحيح مسلم.
   فيتبين أن العلة من تحريم الفواحش هي أنه "لَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ"، وأن إنزال الكتب، وإرسال الرسل هي أنه "لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ"، فيتبين من ذلك ارتباط الشريعة المنزلة من عند الله بصفات الله، سبحانه وتعالى.


 
Top