تعايش المسلمين مع اليهود بالمغرب
استقرت
وضعية اليهود بالمغرب منذ الفتح الإسلامي وتزامن
ذلك مع الاضطهاد الشديد الذي تعرضوا له بأوروبا بعد اعتناق ملك القوط للكاثوليكية
وصدور مرسوم في سنة 700م يقضي
باستعبادهم، حتى أنهم التحقوا بجيوش الفتح الإسلامي المتوجهة للأندلس من أجل
العودة إليها، واستقرت وضعيتهم أكثر بعد قيام حكم الأدارسة بالمغرب
حيث سمح إدريس الثاني لليهود
بالإقامة والعمل في مدينة فاس، وكان للتسامح الذي لاقوه أبلغ الأثر في قصد المدينة
من طرف يهود المغرب من مختلف الجهات.
اكتسب
اليهود بالمغرب وضعية أهل الذمة وهي
وضعية أطرت سلوك المسلمين إزاءهم، فكان موقفهم قوامه عدم الاعتداء والتعامل
في المعروف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليهود دينية أو قانونية
أو وقفية أو قضائية. فتوزعوا بين مدنه التاريخية، بالإضافة لفاس، كمراكش
والصويرة. كما عمروا العديد من المدن الصغرى مثل صفرو (ضواحي فاس)، ودمنات
(شرق مراكش)، ووزان، وتنغير
(قرب الراشيدية).
وكان اليهود يتجمعون في أحياء سكنية خاصة يطلق عليها اسم الملاح.
وتشير المراجع إلى أن اليهود في مدينة الصويرة شكلوا في وقت من الأوقات
أكثر من نصف سكان المدينة في سابقة
فريدة من نوعها، حيث كانوا موزعين بين الملاح القديم
والملاح الجديد. وكانت مدينة وجدة استثناءا،
حيث اختلط اليهود في نفس أحياء المسلمين.
في ظل حكم المرابطين، تقلد يهود الأندلس والمغرب مناصب رفيعة في الدولة، حصوصا المناصب الاقتصادية والديبلوماسية. وفي بداية دولة الموحدون وعند شييدهم مدينة مراكش عام 1062، والتي أصبحت عاصمة لامبراطورية واسعة تمتد من المغرب الى اسبانيا، منع اليهود من الإقامة في المدينة الجديدة ليلا، وسبب ظهور بعض هذه السياسات هو الاختلالات التي كانت تطرأ في حالات الفتن والاضطراب في انتقال السلطة وتغير الدول،[1] لكن سرعان ما بدأ يهود أغمات، الواقعة على بعد 75 كيلومترا من مراكش، يتوافدون على مراكش للتجارة. فسمح لليهود بدءاً من القرن الثاني عشر بالإقامة في مراكش، فنمت جالية كبيرة فيها، واستمرت حتى بعد ظهور المرينيين. وباستقرار حكم المرينيين، لجأ العديد من يهود إسبانيا للمغرب واستقروا في أنحاء مختلفة منه، خاصة بعد أحداث عام 1431، عندما قامت أعمال شغب ضد اليهود وانتشرت في جميع أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية. وتواصلت موجات المهاجرين من أسبانيا طيلت القرن السادس عشر، في أعقاب عمليات طرد عام 1492، واستقروا في جميع أنحاء البلاد. وتنامى عدد السكان اليهود في فاس بقوة، وتم إنشاء أول ملاح في المدينة عام 1438.
في ظل حكم المرابطين، تقلد يهود الأندلس والمغرب مناصب رفيعة في الدولة، حصوصا المناصب الاقتصادية والديبلوماسية. وفي بداية دولة الموحدون وعند شييدهم مدينة مراكش عام 1062، والتي أصبحت عاصمة لامبراطورية واسعة تمتد من المغرب الى اسبانيا، منع اليهود من الإقامة في المدينة الجديدة ليلا، وسبب ظهور بعض هذه السياسات هو الاختلالات التي كانت تطرأ في حالات الفتن والاضطراب في انتقال السلطة وتغير الدول،[1] لكن سرعان ما بدأ يهود أغمات، الواقعة على بعد 75 كيلومترا من مراكش، يتوافدون على مراكش للتجارة. فسمح لليهود بدءاً من القرن الثاني عشر بالإقامة في مراكش، فنمت جالية كبيرة فيها، واستمرت حتى بعد ظهور المرينيين. وباستقرار حكم المرينيين، لجأ العديد من يهود إسبانيا للمغرب واستقروا في أنحاء مختلفة منه، خاصة بعد أحداث عام 1431، عندما قامت أعمال شغب ضد اليهود وانتشرت في جميع أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية. وتواصلت موجات المهاجرين من أسبانيا طيلت القرن السادس عشر، في أعقاب عمليات طرد عام 1492، واستقروا في جميع أنحاء البلاد. وتنامى عدد السكان اليهود في فاس بقوة، وتم إنشاء أول ملاح في المدينة عام 1438.
وبعد
ولادة الدولة السعدية، ومنذ
عهد المؤسس الأول للسلالة، انتهجت سياسة تتعامل مع اليهود بثبات ملحوظ، حيث عوملت
الجاليات المحلية في المملكة معاملة حسنة،[2] وشجعت
الهجرة إلى المغرب. وحصل بعض اليهود على مناصب هامة في البلاط، كما ساهموا
بدعمهم في مواجهة القوات الموجودة على الحدود مع الجزائر. وكان انتصار
المغاربة في معركة وادي المخازن أثر كبير
على اليهود، حيث كان يعزم سبستيان ملك البرتغال في حال
احتلاله للمغرب، بأن يقتل جميع اليهود بأرضها، وخَلَّف انهزام ملك البرتغال عند
اليهود شعور بالامتنان لسلطان المغرب.
ولليهود
مزارات ومدافن مقدسة ومعابد في عدد من القرى الصغرى من تنفو في ضواحي زاكورة
(جنوب شرقي المغرب)، إلى أوريكة
(جنوب مراكش)، إلى وجان (ضواحي أغادير). واختار بعض
منهم العيش في البوادي والمناطق الجبلية، ومنهم من عايش أمازيغ المغرب وأتقن لغتهم.
وعلاوة
على هؤلاء تعززت أعداد يهود المغرب بوصول عشرات الآلاف من اليهود النازحين من الأندلس في نهاية القرن الخامس عشر بعد سقوط دولة بني الأحمر.
وتوزع هؤلاء بصفة خاصة بين تطوان والرباط
وفاس. كانت مدينة وجدة الوحيدة
التي اختلطت بيوت اليهود مع باقي السكان ولم يخصصوا ملاح خاص بهم.
واذا كان
أغلب المغاربة اليهود، قد عاشوا حياة متواضعة، وامتهنوا الحرف التقليدية
المختلفة، فان صفوتهم ارتبطت بالتجارة والمال والأعمال. بل وتؤكد دراسة
لنيكول السرفاتي أن السلاطين الوطاسيين والسعديين والعلويين الذين تعاقبوا
على حكم المغرب، على امتداد القرون الخمسة الماضية، اعتمدوا في مسائلهم
المالية والتجارية والاستشارية على الخبرات اليهودية، رغم أن اليهود
كانوا يشكلون أقلية في بلاد الإسلام.